-->

كيف تساعد نفسك على النجاح -المحبة هي الحل وليست الارادة

كيف تساعد نفسك على النجاح

برامج النجاح 

لقد ركزت كل برامج النجاح وكتب التنمية البشرية منذ ثمانون عام وحتى الأن على ووضع الاهداف للوصول الى النجاح

وبحسب رأي علماء النفس كانت طرقهم هي التالية:
دعونا الأن نكتشف هل هذه الطرق  كافية للوصول الى النجاح
الطرق هي :
1ـ ضع هدفك      2ـاستنبط خطة للوصول الى الهدف    3ـضع الخطة حيز التنفيذ
يمكن بالطبع للأهداف ان تتحقق بهذه الطرق لكن نسبة نجاحها لا تتعدى واحد بالمئة  وهذا مايجعل الناس في توتر مستمر بعد أن يحبطو من عدم نجاح هذه الخطة . ويصبحون في تساؤل مستمر من عدم نجاح هذه الخطة لأنها تركز على الهدف بقوة تفكير العقل اي( بقوة الارادة )
ان احتمالية ايجاد حل لمشكلة عن طريقة تفكير العقل هو نسبة ضئيلة ان لم تكن معدومة فالحلول تأتي من مكان خارج حدود العقل ومن خارج نطاق التفكير
ان الحلول تأتي في ساعات السكون يا صديقي عندما تكون الافكار وسيل الأفكار في اضعف قوته وهذا ما اكد عليه كل المبدعين،
وهذا ما اكد عليه ايضا علماء النفس (ونيوتن أكبر مثال على ذلك فقد اكتشف سر مصباحه الكهربائي في لحظة سكون عقلي )
ما يثير الدهشة أن أغلب برامج النجاح تتبع هذا المخطط نفسه
1- ركز على ما تريده
2- استنبط خطة للوصول الى الهدف
3- ضع الخطة حيز التنفيذ
هذا كل شيء سواء اخترت برنامجا او كتابا او طبيبا او معلما ستجد أنه سيعطيك هذا القالب بشكل او بأخر ركز على النتيجة التي تريدها ضع خطة لتحقيقها ثم استخدم قوة ارادتك لتنفيذ هذه الخطة،
تبدو الوصفة منطقية أليس كذالك طبعا ستبدو منطقية فهذا  ما كنا نسمعه طوال حياتنا ولكن المشكلة أن هذه الخطة لاتنفع وفقا لأخر الأبحاث التي اجرتها جامعتا هارفرد وستانفرد هذا النموذج ليس فقط لا ينفع بل انه بنسبة 97 بالمائة هو مخطط للفشل المؤكد .
اذا كنت تتسائل عن السبب فهو اما أن هذا المخطط القياسي ثلاثي المراحل - حدد ماتريده -ضع خطة - ثم  اعمل على هذه الخطة حتى تحقق ما تريده،
تركز على مكونين رئيسيين توقع نتيجة نهائية من مصدر خارجي (الخطوتان 1و 2)
والأعتماد على قوة الارادة (الخطوة الثالثة)
لكن هل تعرف أن التوقعات تؤدي أصلا  للاصابة بتوتر مزمن الى حين تحقيق او عدم تحقيق النتيجة النهائية ,وقد أثبتت العلوم الطبية أكثر من مرة أن التوتر هو السبب الرئيسي وراء أي مشكلة يمكن أن نواجهها في الحياة ونتيجته الأكيدة هي الفشل .
أما الأعتماد على قوة الأرادة (الخطوة3) فالنتيجة هي أيضا الفشل لأن قوة الارادة  تستمد من قوة العقل الواعي , واللاوعي اقوى بملايين المرات من الوعي , فإذا حدث وتعارض العقل الباطن الذي هو اللاوعي مع الوعي لأي سبب من الأسباب فان الوعي هو الخاسر دائما , والأهم من ذلك أن محاولة استخدام قوة الأرادة لفرض نتيجة معينة يرفضها اللاوعي سيرفع مستوى ما يجعل السبب الكامن وراء جميع المشاكل التي تواجهها في حياتك.
بكلمات أخرى أن السبب في الفشل بنسبة ٩٧٪ في السبعين سنة الماضية وبحسب الدكتور ألكسندر لويد فإن هذا المخطط يعلم الفشل قطعا. وإليك الدليل اذا كانت التوقعات تسبب التوتر، واستخدام قوة الارادة لتحقيق النجاح يصيد بمعدل ١ الي مليون (وينتج عنه مزيد من التوتر)  فأن هذا المخطط لا يضمن لنا فقط عدم تحقيق النجاح على المدى الطويل بل ان ما يتتبعه سيجعل الأمور اكثر سوءا مما لو أننا لم نجربه في الأساس.
قد تتسائل الأن اذا كان هذا المخطط هو مخطط للفشل فلماذا يبدو لي صحيحا وطبيعيا.
انها ثلاثة اسباب :
١_هذا ما نشأت عليه :  التركيز على النتيجة النهائية يأتي من برمجتك الأصلية  او ما يعرف بألية محفز /استجابة
انها جزء من غريزة البقاء لديك. وهي ما استخدمته بشكل شبه حصري في السنوات الست او الثمانية الأولى من حياتك، تريد لعبة من والديك ١_خطط للحصول عليها 2اذهب واحصل عليها. وهو السبب الذي يجعله طبيعيا
المشكلة الكبرى هو لا يفترض بنا نحن كراشدين ان نعيش بهذه الطريقة الا اذا كانت حياتنا مهددة بخطر مباشر، وبعد سن السادسة من المفترض بنا ان نبدأ بالعيش وفق مبدأ الصواب او الخير بغض النظر عن الألم او السعادة المترتبين عليه.
2_ هذا ما رأيت الآخرين يفعلونه : او بعبارة أخرى هذا ما رأيت انه الصيغة الصحيحة المتبعة في جميع الحالات تقريبا
فأنت ترى شيئا تريده فتفكر كيف ستحصل عليه ثم تذهب للحصول عليه لقد تم وضع هذا القالب من قبل اهلك واساتذتك واصدقائك
3_هذا ما كان الخبراء يعلمونه في السبعون سنة الماضية
وكان هذا المخطط بمثابة الأساس لأي كتاب او برنامج عن مساعدة الذات حقق افضل المبيعات لعقود طويلة
الحل في المحبة وليس الارادة. المحبة وما تحمله هذه الكلمة من قيم من مثل الصبر والمثابرة ومساعدة الآخرين والابتسامة بوجه الآخرين والخ...

ماهر ابو اسماعيل
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع المحبة one .

جديد قسم :

إرسال تعليق