-->

في كل مرة بداية جديدة والنتيجة هي النجاح


                                  في كل مرة بداية جديدة والنتيجة هي النجاح

قصص النجاح 


عندما كنا أنا وزوجتي نؤسس صالون الحلاقة والتزيين الخاص بنا في  أحد المجمعات التجارية قبل
كان يأتي الينا كل يوم رجل فيتنامي ليبعنا الكعك المحلي .
بالكاد كان هذا الرجل يتكلم الأنكليزية ولكنه كان ودودا ,ومن خلال الابتسامات ولغة الاشارات استطعنا التعرف الى بعضنا و كان اسمه لي فان فو
اثناء النهار كان لي يعمل في مخبز وفي الليل كان وزوجته يستمعان الى الأشرطة المسجلة لتعلم الأنكليزية و علمت فيما بعد بأنهما كانا ينامان على أكياس مليئة بنشارة الخشب على الأرض في الغرفة الخلفية للمخبز
في فيتنام كانت عائلة لي فان فو  من أكثر العائلات ثراء في جنوب شرق اسيا , كانو يملكون ما يقارب ثلث فيتنام الشمالية اضافة الى ممتلكات ضخمة في القطاع الصناعي والعقارات و بعد قتل والده بطريقة وحشية انتقل لي مع أمه الى فيتنام الجنوبية حيث دخل المدرسة وأصبح في نهاية الأمر محاميا.
نجح لي في عمله , كما فعل ابوه من قبله و لقد وجد فرصة في بناء المنازل وذلك لمواكبة الوجود الأمريكي  المتزايد في فيتنام الجنوبية وسرعان ما أصبح واحدا  من أكثر البنائين نجاحا في البلاد , بعد ذالك اثناء رحلة الى الشمال قبض عليه من قبل السلطات الفيتنامية الشمالية ورمي في السجن لمدة ثلاث أعوام و نجح لي في الهروب من السجن بعد قتله خمسة جنود وعاد أدراجه الى فيتنام الجنوبية حيث قبض عليه ثانية , افترضت الحكومة الفيتنامية الجنوبية بانه كان جاسوسا من الشمال .
بعد قضاء لي في السجن فترة خرج وأطلق شركة للصيد اصبحت في نهاية الأمر اكبر شركة تعليب في  فيتنام الجنوبية .


اقرأ ايضا: 
قصة وحياة واليم جيمس

عندما عرف بأن القوات الأمريكية وموظفي السفارة على وشك الأنسحاب من بلاده قام بأنخاذ قرار سيغير من حياته كلها  ,
أخذ كل أمواله وأبحر في أحد السفن التي كان يملكها وأبحر مع زوجته الى السفن الامريكية في الميناء , بعد ذالك قايض لي كل أمواله مقابل تأمين رحلة أمنة الى الفلبين حيث أخذ  هو وزوجته الى مخيم للاجئين .
بعد نجاحه بالحصول على مقابلة مع الرئيس الفلبيني , اقنعه لي بتحويل احدى السفن لتكون صالحة للصيد وبذالك عاد لي الى العمل ثانية.
قبل مغادرته الفلبين  بعد سنتين من ذالك الوقت متجها الى امريكا  (حلمه الأخير ) كان لي شخصية بارزة في تطوير صناعة الصيد البحري في الفلبين
وفي الطريق الى أمريكيا أصبح لي مضطربا ومكتئبا من فكرة البدء من جديد بدون أي شيء , حتى أن زوجته  تقول أنها وجدته مرة بجانب داربزون السفينة على وشك القفز من على متنها
قالت له زوجته اذا قفزت فماذا سيحصل لي ؟ لقد كنا معا منذ فترة طويلة وخضنا الصعاب معا . يمكننا القيام بذلك معا , كان ذالك كل التجشيع الذي كان يحتاجه لي فان فو
عندما وصلا الى هيوستن في عام 1972 كانا مفلسان تماما ولا يتكلمان الانكليزية
سكن لي وزوجته في الغرفة الخلفية من مخبز ابن عمه الكائن في المجمع التجاري  , كما يقضي العرف  في فيتنام حيث تعتني العائلة بأفرادها , ونحن كنا نبني صالوننا على بعد عدة امتار فقط .
والأن كما يقولان  (ها هو المغزى من القصة)  عرض ابن عمه عليهما بأن يعملا في المخبز
كان لي يحصل على 170 دولار في الاسبوع وزوجته على 120 دولار وكان يبلغ دخلهما السنوي 15000 الف دولار , زيادة على ذلك عرض ابن عمه عليهما ان يبيعها المخبز حالما يستطيعان دفع 30000 الف دولار نقدا والباقي مقابل كمبيالة ب 90000 الف دولار .
اليك ما فعله لي وزوجته و حتى مع دخل اسبوعي قدره 3000 دولار  قرر الزوجان الاستمرار في العيش في الغرفة الخلفية من المخبز . طوال سنتين كانا يستحمان في مراحيض المجمع التجاري  وخلال سنتين كان غذائهما يتكون بشكل كامل تقريبا من بضائع الفرن وفي كل سنة من هاتين السنتين كانا يعيشان على 600 دولار فقط من اجل تأمين المبلغ والدفعة الأولى النقدية .
لقد فسر لي طريقة تفكيره بالتالي: لو حصلنا على شقة كنا سنظطر لدفع الايجار وبالطبع كنا سنضطر لشراء الاثاث ثم كنا سنضطر لالنتقال من والى العمل ثم اننا سنضطر لشراء سيارة وربما بعد ذلك سنتجول في السيارة وسنضطر لشراع بنزين للسيارة بالاضافة الى التأمين ولذالك عرفت بأننا اذا حصلنا على سيارة فلن نتمكن من تأمين المبلغ .
 والان هل تعتقد بانك قد سمعت كل شييء عن لي فان فو ,فدعني أقول لك بان هناك المزيد ,بعد شرائهما المخبز والمنزل جلس الزوجان مع بعضهما لاجراء حوار جدي أخر فهما مازالا مدينان ب 90000 الف دولار لابن عمه , لذا  كان عليهما ان يعيشا في المخبز لمدة سنة اخرى
يسعدني أن أقول لك أن صديقي لي فان فو دفعا كمبياة 90000الف دولار خلا سنة عن طريق توفير كل سنت من الربح وخلال 3 سنوات فقط كانا يملكان عملا مربحا الى حد كبير
عند ذلك خرجت عائلة فان فو وحصلت على شقتها الخاصة وحتى هذا اليوم مازالا يدخران بشكل منتظم ويعيشان على نسبة ضئيلة من دخلهما , وبالتأكيد يدفعان نقدا مقابل كل مشترياتهما .
 والسؤال هنا ؟ كم مرة بدا فان بداية جديدة في حياته , تستطيع الاجابة ان أردت ولكن ما أريد أن أقوله لك
                                                    (لا تستسلم ياصديقي) 
ماهر ابو اسماعيل
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع المحبة one .

جديد قسم :

إرسال تعليق